ثقافة جمعية

بينها “صحراء الملثمين” و”بلاد شنقيط”.. تعرف على ألقاب موريتانيا التاريخية

عُرفت موريتانيا بأسماء متعددة اختلفت باختلاف الحقب التاريخية، قبل أن تعرف بالاسم الحالي الذي أطلق على البلاد بداية القرن التاسع عشر

لم تكن موريتانيا بمعزل عن التطورات التاريخية والسياسية التي لحقت باقي الدول المغاربية عبر التاريخ، وكانت هي الأخرى هدفا لأطماع استعمارية ولحركات سياسية ودينية، ما انعكس على الأسماء والنعوت التي عرفت بها عبر تلك المراحل

صحراء الملثمين

عُرفت موريتانيا بهذا الاسم نسبة إلى صنهاجة، (إزناكَن باللغة الأمازيغية) وهم مجموعة من القبائل الأمازيغية التي تميزت عن غيرها بالحرص على اللثام، حتى عرفت موريتانيا الحالية في عهدهم بـ”صحراء الملثمين”

وعنهم كتب ابن خلدون في مقدمته “الملثمون هذه الطبقة من صنهاجة هم الملثمون المواطنون بالقفر وراء الرمال الصحراوية بالجنوب، أبعدوا في المجالات هنالك منذ دهور قبل الفتح لا يعرف أولها”

بينما دون الكاتب الموريتاني الخليل النحوي في كتابه “بلاد شنقيط، المنارة والرباط”، الصادر بتونس عام 1978، “وما نسبت بلاد شنقيط إلى هؤلاء الملثمين إلا لأنهم كانوا في قرون الإسلام الأولى سكانها الغالبين عددا ونفوذا، فكانت قبائل صنهاجة الثلاث، لمتونة ومسوفة وكداله تنتشر في أركان البلاد، وفيها أقاموا دولة أنجبت بعد قرنين وزيارة دولة المرابطين”

بلاد إنبية

عُرفت موريتانيا الحالية أيضا باسم “بلاد إنبية” وذلك وفق ما ورد في عدد من المصادر التاريخية، منها ما جاء في “موسوعة حياة موريتانيا، الجزء السياسي”، للمؤرخ الموريتاني المختار ولد حامد

وقد ورد في المصدر السالف “قال المشتري بن الأسود +عزوت بلاد إنبية من السوس الأقصى فرأيت النيل بينه وبين البحر الأجاج كثيب من رمل، يخرج النيل من تحته، وبلاد إنبية من السوس الأقصى على مسيرة سبعين ليلة، في براري ومفازر”

كما ورد الاسم في كتاب البلدان لأحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي، “ومن سجلماسة لمن سلك متوجها إلى القبلة، يريد أرض السودان، من سائر بطون السودان، يسير في مفازة وصحراء مقدار خمسين رحلة، ثم يلقاه قوم يقال لهم إنبية”

تكرور

يُعتقد أن العرب هم من أطلق هذا الاسم على موريتانيا الحالية

ورد هذا الاسم في كتب ومؤلفات تاريخية، منها كتاب “فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور”، لمحمد بن أبي بكر الصديق برتلي الولاتي، الذي كتب في وصفه المنطقة “التكرور إقليم شاسع ممتد شرقا إلى ادغاع ومغربا إلى بحر بني الزناقية وجنوبا إلى بيط وشمالا إلى أدرار”

بلاد شنقيط

يطلق على موريتانيا إلى اليوم “بلاد شنقيط”، وهو اسم يحيل على مدينة تبعد عن العاصمة نواكشوط بحوالي 530 كيلومترا، يرجع تاريخ تشييدها إلى القرن الثامن ميلادي، وتعد واحدة من أعرق المدن في التاريخ الإسلامي حتى أنها وصفت في كثير من المصادر بـ”المدينة السابعة في الإسلام”

وعنها قال الخليل النحوي في كتابه “بلاد شنقيط، المنارة والرباط”، “كانت شنقيط علما لهذه البلاد عن أهل الأمصار على حد قول سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم، وما عُرف هذا الاسم إلا بعد بروز مدينة شنقيط كعاصمة للعلم ومنطلق للحجيج”