التنمية المستدامة سياسة

منافس شرس وقوي …لكن بأخلاق

رشح حزب الإنصاف مناضليه في كل الدوائر الانتخابية، فغطت ترشيحاته كافة التراب الوطني، وهو الحزب الوحيد الذي فعل ذلك ، خطوة بقدر ما تعنيه من الانتشار والوصول إلى كل المواطنين والاهتمام بإدارة شؤونهم، فإنها في نفس الوقت تعني أيضا أن الحزب يتربع على رأس لائحة الأحزاب التي تنافس على المقاعد البرلمانية والجهوية والبلدية.

منافس شرس وقوي، وتعلقت به أغلبية الشعب، لكن ورغم ذلك فإنه ينافس بأخلاق، في حين كانت الانتخابات السابقة تشهد الكثير من الشحن، وتبادل الاتهامات والكلام الذي يفرق ولا يجمع، والبلد ليست بحاجة إليه.

خطابات قيادات الحملة الانتخابية لحزب الإنصاف، تنتشر بين الناس بسرعة، بالصوت والصورة، وتصلهم أينما كانوا في أرض الوطن، لكنها خطابات مسؤولة تحترم عقل المتلقي، وتحيي في قلبه الأمل، وترسخ فيه حب الوطن، ولا تقدح في المنافسين مهما بلغوا من الشطط.

هذا الخطاب المحترم للجميع، داعمين ومنافسين، لم يأت من فراغ، فهو نتيجة لعملية سياسية محكمة ظهرت مع بداية حكم فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، فمن اللحظة الأولى لصاحب الفخامة في الحكم، عمل على ترسيخ الخطاب السياسي الأخلاقي، وعلى تهدئة الوضعية السياسية بين الأغلبية والمعارضة، فغابت الخطابات المتشنجة والمظاهرات والاتهامات التي كانت تنتشر في البلاد.

وقبل بداية الحملة الانتخابية التي نعيش أجواءها اليوم، أرسل صاحب الفخامة رسالة لأول مرة في تاريخ البلاد، إلى رؤساء كل الأحزاب السياسية، يدعوهم فيها إلى حملة انتخابية تليق بما حققناه من تقدم في الديمقراطية والتناوب السلمي، المبني على صناديق الاقتراع حيث ينتخب المواطن مرشحه بمحض إرادته وفي منافسة شفافة.

ورغم محاولة بعض المنافسين الخروج عن هذا النسق، في بعض الخطابات، خلال الحملة، إلا أن تأثير ذلك كان محدودا، وانتشاره بين الناس ضعيفا، فبات من الواضح أن الشعب نفسه يلفظ تلك الممارسات القديمة في الحملات الانتخابية، ويسعى إلا التمسك بالخطابات الأخلاقية، والتنافس بأخلاق، والتمسك بالأخلاق هو ديدن حزب الإنصاف.